مدونة تحتوي على بعض من المقالات المنشورة في الصحف الورقية والالكترونيةالعربية

الجمعة، يناير 26، 2007

عاشوراء البحرين : لبيك يا حسين

"زرانيق" المنامة اتشحت بالسواد حدادا
عاشوراء البحرين : لبيك يا حسين


كتب - فادي عاكوم


لم يخطر ببالي وانا اتجول بشوارع المنامة والمناطق البحرينية قبيل انطلاق مراسم عاشوراء ان اجد كل هذه التحضيرات والترتيببات بل لم يخطر ببالي ان ارى شوارع باكملها تتشح سوادا حدادا على ذكرى الامام الحسين(عليه السلام)،حتى واجهات محال الثياب لم تعرض الا الملابس السوداء حيث عرض بعضها القمصان السوداء المطبوع عليها الشعارات الحسينية خاصة تلك ذات القياسات الصغيرة، الشوارع بدت كخلايا النحل بحركة لا تهدا شبابا وكهولا وصغارا يجهزون المآتم حيث ستتم التجمعات خلال الايام المقبلة، وتعتبر البحرين في صدارة الدول التي تولي اهتماما خاصا بإحياء مراسم عاشوراء، حيث يتم الإحياء على مدى الموسم الذي يستغرق شهر محرم وصفر، وتبدأ مع ليلة الحادي من شهر محرم، ويتصاعد تفاعل الجماهير مع الفعاليات حتى تبلغ ذروتها مع اليوم العاشر (يوم استشهاد الحسين)، كما تمتد بعض الفعاليات حتى يوم العشرين من صفر الذي يصادف ذكرى أربعين الحسين.


وعلى الرغم من انتشار الفعاليات في كافة المناطق الا ان اكبر تجمع للمعزين يتم في المنامة العاصمة، حيث يقصدها اكثر من 200 الف بحريني ومقيم للمشاركة في المآتم، والجدير بالذكر ان الفعاليات في المنامة لا تهدأ، وتبدأ صباحا وتشهد الذروة بعيد آذان المغرب حيث يتجول المصلون بعد الصلاة في الزوايا المختلفة التي تعكس خلفيات ثقافية متعددة ولكل منها طابعًا مختلفا عن الاخر، واواخر الليل يبدا المعزون في التجمع استعدادا لمواكب العزاء التي تتجول في شوارع المنامة وتعد هذه المواكب من ابرز الفعاليات اليومية التي ينتظرها المعزون بفارغ الصبر.

ويبدأ الاستعداد لفعاليات عاشوراء قبل اشهر عدة، إذ نجد أن أغلب قرى البحرين تتشح باللون الأسود وبالعبارات الدينية أو عبارات الأئمة أو العلماء التي تتحدث فيها عن ثورة الإمام الحسين، وبات كثير من هذه العبارات تتكرر سنويا كعبارة ''تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر'' للمهاتما غاندي. وعبارة " إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني"، وهي كلمة تنسب إلى الإمام الحسين ، غير أن هناك من يقول إنها كلمة مأخوذة من قصيدة لأحد الشعراء العراقيين يتحدث فيها عن الإمام الحسين في يوم كربلاء، وكلمات أخرى كثيرا ما تنسب إلى مستشرقين والسيد المسيح، غير أن العبارات المتجددة سنويا هي تلك العبارات أو الكلمات التي تؤخذ من العلماء أو المراجع الدينية التي تتحدث فيها عن ثورة الإمام الحسين.

عاشوراء حسينية ، بحرينية الطابع

بسبب الانفراج السياسي الذي تشهده مملكة البحرين والعهد الجديد المتمثل بالاصلاحات السياسية التي قام بها الملك حمد بن عيسى آل خليفة تشهد المنابر الحسينية نشاطا ملحوظا خلال شهر محرم حيث يتوافد العشرات من الخطباء العراقيين على البحرين للمشاركة في إلقاء الخطب الحسينية التي تلقى رواجا كبيرا بين الأهالي، مع الاشارة الى ان جوّا من الارتياح يسود بين جمهور المنابر لما يمكن أن يؤديه هذا الانفتاح إلى مزاوجة بين تجربتي الخطابة في البحرين والعراق.

عدد حسينيات البحرين
في إحصائية سابقة بلغ عدد الحسينيات والمآتم في البحرين اكثر من 500 وهو عدد يعتبر ضخما بالنسبة لبلد صغير كمملكة البحرين، وتتميز هذه المجالس الحسينية بالحضور الجماهيري الكثيف والحضور الشبابي ومن مختلف الاعمار. كما تنوعت الشعائر والممارسات الحسينية في المجالس المنعقدة في أرجاء البحرين.

فالبحرين تتميز عن غيرها من الدول الإسلامية التي تحيي ذكرى عاشوراء بأن فعالياتها تشهد التنافس على الابتكار والتجديد مع المحافظة على الطابع التقليدي والفولكلوري فيها، بما يضفي على هذه الفعاليات صبغة يستطيع المراقب للجانب الميثيولوجي/ العقائدي أن يجزم بأنها فعاليات خاصة بالبحرين وبأهل البحرين.

عاشوراء العيش المشترك

والحديث عن عاشوراء البحرين تاريخيا يرتبط بما يمتلكه أهل البحرين من ثقافة اجتماعية تتميز بالعيش المشترك، فلا يمكن لأحد من أهل البحرين أن يتعامل مع هذه الفعاليات على اعتبار أنها فعاليات خاصة بالطائفة الشيعية من دون الطائفة السنية التي دأب أهلها على مشاركة إخوانهم الشيعة في هذه الفعاليات، إذ لا نجد من بيوتات أهل السنة من لا يمتلك ذاكرة مليئة بأجواء عاشوراء والمآتم الحسينية وما يصحبها من مواكب عزاء وموائد تنذر لأبي الفضل العباس أو الأكبر، بل وكثيرا ما نجد من أهل السنة من ينذر في يوم الثامن ذلك اليوم المخصص للقاسم ابن الإمام الحسن.

المواكب

تتجمع الجموع الغفيرة على شكل مواكب تسير في الطرق الضيقة، نساء وأطفالا وشيوخا يراقبون المواكب وهي تتحرك في كل الشوارع، بعض المواكب تنقسم طابورين متوازيين يتقدمها شباب حملة الرايات الخضر والحمر والبيض، وفي هذه المواكب نرى ضاربي طبول كبيرة بواسطة العصي المعقوفة وضاربي (الطوس) الدائرية الصفراء المصنوعة من النحاس، هؤلاء يوحدون الحركة لضاربي (الزنجيل) الذين يدورون نصف دورة مع صوت الرادود، وعلى صوت الردات الحسينية تلطم الجموع الصدور.

وتنتشر التكايا على الطرقات وقد وضعت في داخلها الفوانيس واللالات الملونة المصنوعة من الزجاج والكريستال، لتعطي منظرا مدهشا من التناسق الذي يبدأ من الأرض ليرتفع بهذه القوارير الزجاجية المضاءة بمصابيح ملونة يغلب عليها اللون الأحمر إلى سقف التكية المسورة بالقماش الأسود، وصنعت ما يشبه التماثيل في تلك التكايا لمعركة الطف.

يذكر ان المحال التجارية تشارك في الاحتفال حيث يُعلق القماش الأسود على واجهات المحال والتجار يقفلون الأبواب ليلا تاركين الرصيف المقابل لمحالهم لجلوس العوائل، كما تعلق المصابيح الملونة في كل مكان، والناس تتوافد من كل حدب وصوب للمشاركة في هذه المناسبة.

المرسم الحسيني

المرسم الحسيني من ابرز النشاطات التي تشتهر بها البحرين حيث يتفاعل عدد كبير من الرسامين مع المناسبة، ومن ابرز المعارض معرض مأتم زبر الذي تحول الى متحف صغير يحتوي من بين مقتنياته بعض التحف الخاصة بالمنبر الذي تاسس منذ اكثرمن 126 عاما بالاضافة الى مقتنيات الاب الروحي للمنبر الملا عطية الجمري .

وقد حاول العام الماضي القيمون على مركز المنامة الحسيني الدخول في موسوعة غينيس للارقام القياسية من خلال لوحة عملاقة كتبت العبارة الموجودة عليها "لبيك يا حسين" وخلفيتها ببصمات الايدي من 13 جنسية مختلفة، بالاضافة الى العمل على تحطيم الرقم القياسي العالمي لاكبر شمعة في العالم التي بلغ طولها 73.60 مترا حيث تمت الاستعانة بـ 11900 فتيل و30 قالبا من الشمع المذاب طول كل قالب 2.44 مترا.

ومن ابرز الرسامين البحرينيين المشاركين في المرسم :الفنان عقيل حسين، والفنان حسن قمبر، والفنان محمد الصفار.

مأتم للصم والبكم

مأتم وموكب حسيني للصم والبكم وهو الاول من نوعه في العالم، راى النور العام الماضي من خلال الجهد الذي قام به ماتم محمد حسن بالنعيم، حيث زود المشاركون ببعض المؤثرات الخاصة التي يتعاملون بها ويعرفونها مدعمة ببعض اللافتات المساعدة على المشاركة .




أصغر خطيب بحريني

يعتبر الخطيب الحسيني السيد هادي صادق الغريفي البالغ من العمر 14 عاما اصغر خطيب بحريني، ويمتلك قدرات كبيرة ويمتاز باجادة الاطوار البحرينية والعراقية .

الملالي والرواديد

لم تكن مواكب العزاء البحرينية في الماضي بهذا الشكل الذي نراه عليها اليوم، ولكن بفعل عناصر التجديد والتطوير تميزت مواكب العزاء البحريني بأشكال متعددة تختلف من قرية لأخرى ومن منطقة لأخرى بل ومن مأتم لآخر كما هو شأن مواكب العزاء في المنامة، إلا أن ما يميز هذه المواكب هو القصيدة والرادود، فالرادود هو نجم الموكب، إذ تسعى المواكب لاستقطاب أهم الرواديد المشهورين في البحرين كالشيخ حسين الأكرف وجعفر الدرازي وغازي العابد وفاضل البلادي وغيرهم.

وينشغل القارئ الحسيني (الملا) والرادود (الشيال) في هذا الموسم أكثر من أي موسم آخر، إذ تتنافس المآتم على استقطاب قارئ مشهور يمتلك أسلوبا خطابيا وحماسيا، إضافة إلى معلومات تاريخية وتحليلية عن ثورة الإمام الحسين، إذ يبدأ القارئ منذ اليوم الأول (يوم حادي ) حتى اليوم العاشر من المحرم بشكل يومي ليقرأ مجالس التعزية على الإمام الحسين، ولمجالس التعزية طقوس خاصة يمارسها المعزون في هذه الأيام كراية العباس في اليوم السابع وزفاف القاسم في يوم الثامن، وعلق الشموع والشبيه وغيرها من الطقوس التي تمارس في هذه الأيام، وقد اشتهر خطباء حسينيون بحرينيون كثيرون كالملا عطية الجمري والشيخ أحمد مال الله والشيخ أحمد العصفور وغيرهم من الخطباء الحسينيين الذين يمتازون بفن الخطابة، يمارسون (الطور البحراني) في القراءة الحسينية إذ يوجد أطوار وفنون عدة في ممارسة الخطابة لمجالس العزاء كالطور العراقي والطور الحساوي.








باريس تشرع ابوابها ثالثة لانقاذ الاقتصاد اللبناني

بعد احتضانها الاول والثاني
باريس تشرع ابوابها ثالثة لانقاذ الاقتصاد اللبناني


فادي عاكوم
قد يكون المشهد بدا مالوفا بعض الشيء في العاصمة الفرنسية باريس امس عند افتتاح مؤتمر باريس 3 الرامي اولا
الى جمع المساعدات المالية لانقاذ الاقتصاد اللبناني من كرة الثلج التي تكبر يوما بعد يوم وسنة بعد السنة حيث باتت تهدده فعليا بالاضافة الى تاكيد دعم حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ،فبعد باريس 1 و باريس 2 ينعقد باريس 3 في غياب العراب الاصلي لهذه المؤتمرات ( رئيس الوزراء اللبناني الاسبق الراحل رفيق الحريري) التي اتفق اصدقاء لبنان على انعقادها للنهوض بخطط تطوير الاقتصاد اللبناني، الا ان ما حصل في الامس ببيروت من اشتباكات طائفية ربما قد يؤثر بمدى الالتزام الفعلي للدول التي اعلنت عن نيتها بتقديم المساعدات.


وافتتح الرئيس الفرنسي جاك شيراك مؤتمر المانحين الذي استمر يوما واحدا قائلا ان لبنان يحتاج الى دعم سخي ليتغلب على متاعبه الاقتصادية بعد "الاشتباكات المروعة" في عام 2006 ، وتعهدت الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي بالفعل بتقديم مساعدات وقروض تبلغ قيمتها نحو 1.92 مليار دولار لكن دبلوماسيين فرنسيين يشعرون بالقلق من ان الدول الاخرى قد تتراجع عن تقديم مساعدات بسبب الاضطرابات السياسية في لبنان.

وقال شيراك في المؤتمر "ان (لبنان) بلد يسعى بعناد الى ان يولد من جديد ويحتاج أكثر من أي وقت مضى الى تأييد بالاجماع من المجتمع الدولي"، وقد حضر الاجتماع الذي يستمر يوما واحدا ممثلون بارزون من أكثر من 40 دولة ومنظمة بينهم وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس والامين العام الجديد للامم المتحدة بان جي مون.

وقال مسؤولون فرنسيون انهم يتوقعون ان يتمكن الاجتماع من جمع مبلغ لا يقل عن المبلغ الذي تم جمعه في مؤتمر المانحين السابق في باريس عام 2002 وبلغ 4.2 مليار دولار في صورة مساعدات وقروض.

وقال السنيورة للمؤتمر "بعد هجوم اسرائيل على بلادنا أصبحنا الان على حافة ركود شديد" مضيفا ان حكومته ستقف بحزم ضد الاحتجاجات التي يتزعمها حزب الله وتحاول تنفيذ الاصلاحات المالية المزمعة، وقال "تكاليف الفشل أكبر من ان نفكر فيها وهي بالتأكيد أعظم من تكاليف تنفيذ النجاح."

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت ان "عملية إعادة الاعمار لابد وان لها الاولوية لدى الشعب اللبناني لكنه يحتاج الى المساعدة من أجل ان يفعل ذلك" واضافت ان بريطانيا ستقدم 48 مليون دولار وبصفة اساسية للاجئين في لبنان.

واعلنت السعودية على لسان سعود الفيصل وزير خارجيتها انها ستقدم مساعدات اضافية جديدة بقيمة 1.1 مليار دولار للبنان، وأن هذا المبلغ بخلاف 100 مليون دولار لدعم الموازنة اللبنانية.

والجدير بالذكر تحفظ الأوساط المعنية عن إعلان الأرقام المفصلة عن الأضرار الاقتصادية المطلوب تغطيتها في مؤتمر "باريس ـ 3"والمبالغ المرتقبة مع التركيز على العناوين الرئيسية للمؤتمر وتفيد مصادر مطلعة أن الدعم المنتظر للبنان لن يكون على شكل هبات خاصة بتغطية خسائر القطاعات الاقتصادية والتعويض المباشر عن الأضرار التي تكبّدها خلال الحرب، إنما سيتخذ منحى الدعم الماكرو ـ اقتصادي الذي يهدف الى دعم رؤيا نهوض شاملة بالاقتصاد اللبناني من خلال سبل تمويل ميسّرة بمعدلات فوائد منخفضة وفترات سماح مريحة لإعادة تحريك نشاط سائر المؤسسات الإنتاجية المتضررة وإعادة إطلاق عجلة الاستثمار والنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في سائر القطاعات وتنمية فرص التصدير والترويج للبنان كمركز أعمال صاعد في المنطقة.

وقال خبراء اقتصاديون إن اقتصاد لبنان المتداعى فى حاجة عاجلة للمساعدة المالية من الدول الغربية والعربية لتلافى عجزه المقدّر بـ 41 مليار دولار، كما إنه يحتاج إلى إصلاحات ووضع حد للأزمة السياسية المتأججة فى البلاد للتغلب على الدمار الذى سبّبه العدوان الاسرائيلى فى الصيف الماضى على البلاد، وأن التضخم ارتفع بشكل حاد فى لبنان إلى سبعة فى المائة فى نهاية عام 2006 بسبب الحرب مع اسرائيل ، وأن التضخم كان أقل من 0،5 فى المائة فى عام 2005 وأقل من اثنين فى المائة عام 2004". وذكرت أرقام رسمية أن ميزان المدفوعات الذى كان يظهر عجزا بـ 1،5 مليار دولار فى حزيران ـ يونيو عام 2005 حقق فائضا بـ2،5 مليار دولار فى حزيران ـ يونيو عام 2006.

الاّ أن الكثيرون يحذرون من أن جلب الأموال إلى لبنان دون القيام بإصلاحات اقتصادية كبرى سيكون تبديدا لها. وقال إنه لهذا السبب يجب أن تبدأ الاصلاحات بالخصخصة وبالأخص فى قطاعى الاتصالات والكهرباء.وتدعو خطة الاصلاح، التى قدمتها حكومة السنيورة والتى ستقدم إلى مؤتمر "باريس 3"، إلى خصخصة هذين القطاعين ورفع معدل الضريبة المضافة بمقدار 2 فى المائة "من 10 إلى 12 فى المائة".وواجهت الخطة انتقادا شديدا من جانب المعارضة ونقابات العمال التى تقول إن الحكومة تحمّل الاقتصاد اللبنانى مزيدا من الديون وزيادة الأعباء الاقتصادية على الشعب اللبنانى بإضافة المزيد من الضرائب.وطبقا لأرقام وزارة المالية، فإنه عندما شنت إسرائيل عدوانها فى تموز ـ يوليو كان الاقتصاد اللبنانى فى سبيله للانطلاق.


باريس 1 و باريس 2

في 27 شباط 2001، ترأسَّ رئيس الوزراء الوفد اللبناني إلى الاجتماع الثاني لأصدقاء لبنان في قصر الإيليزيه في باريس، بدعوة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وأُطلِق على الاجتماع اسم باريس-1، وحضرَهُ، إلى الرئيس الحريري والرئيس شيراك، رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي، ورئيس البنك الدولي جايمز ولفنسون، ونائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار فرانسيس ماير، ووزير المال الفرنسي لوران فابيوس، وغيرهم من كبار المسؤولين الأوروبيين والفرنسيين واللبنانيين.

مبادرات الإصلاح الأساسية المطروحة: عرض رئيس الوزراء رفيق الحريري برنامج حكومته للإصلاح الاقتصادي، الذي ارتكز على عدة عناصر أساسية هي: تحفيز الاقتصاد وتحديثه ومتابعة عملية تحديث النظام الضريبي بالاضافة الى تأمين التحسين البنيوي للمالية العامة الشاملة والمحافظة على الاستقرار النقدي والمالي، إضافة إلى استقرار الأسعار، وكان من نتائج المؤتمر دعم المشاركين لبرنامج الحكومة اللبنانية للإصلاح، واتفق البنك الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار على منح لبنان مبلغاً بقيمة 500 مليون يورو لتمويل مشاريعه الإنمائية.
باريس-2

وفي 23 تشرين الثاني 2002، دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى مؤتمر باريس-2، الذي عُقِد في قصر الإيليزيه تحت عنوان "بعد الإعمار والنهوض، في اتجاه التنمية المُستدامة". وحضرَ اجتماع باريس-2 مسؤولون مهمُّون في عدة بلدان ومؤسسات متعددة الأطراف.

وكان من اهداف المؤتمر حشد دعم المجتمع الدولي من أجل مساعدة لبنان في جهوده الرامية إلى تخفيف عبء الدين العام وعكس الخلل في التوازن الذي يُعاني منه الاقتصاد اللبناني على مستوى الاقتصاد الكلي وعلى المستوى المالي. وتكمن المساعدة في تقديم تمويل طويل الأمد، بمعدلات فائدة أدنى بكثير من المعدلات التي كانت الحكومةُ قد استدانت بها في الأسواق المحلية والدولية.

وشكَّلَ انعقادُ هذا المؤتمر مؤشراً إيجابياً غير مسبوق على صعيد الاقتصاد والدعم السياسي المُقدَّم للبنان. كما عكس المؤتمر إجماع المجتمع الدولي على تأييد التزام الحكومة بالبرنامج المالي والاقتصادي في لبنان. مبادرات الإصلاح الأساسية المطروحة:

الإصلاح البنيوي للإدارات والمؤسسات المختلفة، وتعزيز إنتاجية القطاع العام وتحسين القدرة التنافسية وتحفيز النمو الاقتصادي وتحسين المناخ الاستثماري، وكانت نتائج المؤتمر وفقاً لوزارة المال اللبنانية مِنَحاً وقروضاً بقيمة 10.1 مليون دولار أميركي، فقد قدَّمت سبعُ دولٍ مانِحة أموالاً بقيمة 2.4 مليار دولار أميركي، ووضعت مصارفُ تجارية عاملة في لبنان خطةً تدرُّ مبالغ قيمتها 3.6 مليار دولار أميركي، ورسمت البنك الدولي خطةً أخرى لتوفير 4.1 مليار دولار أميركي
.

80 مليون دولار خسائر الثلاثاء الاسود

80 مليون دولار خسائر الثلاثاء الاسود
اصرار لبناني على انجاح "باريس 3"

فادي عاكوم


افضل تسمية ممكن ان تطلق على الاضراب الذي نفذته قوى المعارضة اللبنانية امس هو الثلاثاء الاسود، فبغض النظر عن الاسباب والمسببات والمسببين والمنفذين، فامس كان صفحة سوداء في صفحات التاريخ اللبناني واشد سوادا للاقتصاد اللبناني، فبالاضافة الى الارواح التي زهقت والجرحى الذين سقطوا زادت فاتورة الدين العام اللبناني 80 مليون دولار نتيجة للاقفال الطوعي في بعض المناطق والقصري في مناطق عدة، للقطاعات الاقتصادية المختلفة من مؤسسات تجارية وصناعية وسياحية وخدماتية، خاصة التعطيل الذي طال مطار رفيق الحريري الدولي ومرفا بيروت، والجدير ذكره ان خسائر القطاع الصناعي وحده تقدر بـ20 مليون دولار يوميا، واقفال يوم واحد يكلف عدة ايام لاعادة دورة الانتاج خاصة في معامل الاسمنت والزجاج والبلاستيك .

اصرار لبناني بدعم دولي لانجاح المؤتمر

على الرغم من الاصرار الحكومي اللبناني والدولي على انجاح " باريس 3 " الذي سينعقد في قصر المؤتمرات، الا ان ما حصل امس سيلقي بظلاله دون شك على قرارات الدول المانحة وعلى حجم المساعدات، ووضعت الاحداث المتلاحقة الفريق اللبناني في وضع لا يحسد عليه خاصة انه كان يسعى لإقناع الدول المانحة بضرورة زيادة مساهماتها، والدول غير المساهمة بتخصيص مساعدات لقطاعات تحتاج الى تمويل وهبات بتسهيلات تساعد على النهوض الاقتصادي.

وأشارت مصادر في صندوق النقـد الدولي في تصريحات صحافية الــى أن صــورة القـــوى العسكرية والمدنية وسط الاصطدامات في الشارع من شأنها أن تدفع المساهمين والمتعهدين بدعم إعادة إعمار لبنان الى تقليص مساهماتهم بدل زيادتها نتيجة عدم وضوح الصورة الامنية الداخلية والسياسية بين فرقاء الموالاة والمعارضة، إشارة ايضا الى ان لبنان كان يطمح للحصول على مساعدات تفوق الستة مليارات دولار وقد تاكد ان الولايات المتحدة الاميركية ستساهم بحوالى 500 مليون دولار إضافة الى مساهمتها السابقة بـ230 مليون دولار.

شيراك اول الحاضرين ورايس لم تؤكد

وبالنسبة للحضور المتوقع فقد تاكد حضور ممثلين عن 30 دولة واعلن الجانب الفرنسي في اللجنة التحضيرية للمؤتمران الرئيس جاك شيراك سيكون أول المشاركين، كما تلقى الجانب اللبناني اتصالات من البنك الدولي والمؤسسات الدولية تؤكد حضور هذه المؤسسات، بالاضافة الى تاكيد بعض وزراء الدول العربية والخليجية حضورهم، اما وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس فلم يتاكد حضورها
للان .

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية

Powered By Blogger

المتابعون