مدونة تحتوي على بعض من المقالات المنشورة في الصحف الورقية والالكترونيةالعربية

الأحد، مارس 18، 2007

مفاعل بوشهر الايراني : لا اموال – لا عمل

بينما تنتظربيونغ يانغ مساعدات بدل نووية
مفاعل بوشهر الايراني : لا اموال – لا عمل


فادي عاكوم من المنامة

على الرغم من كل ما قيل ويقال، وتصريح ايراني من هنا ورد روسي من هناك، فان العمل في محطة بوشهر الكهرذرية الايرانية متوقف حتى اشعار اخر، ويبدو ان التوقف سيطول كثيرا اذا لم نقل انه سيكون نهائيا، خاصة بعد التلميحات الروسية الاخيرة بوقف العمل في ظل الضغوطات الدولية الداعية الى فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الاسلامية بسبب برنامجها النووي، وبطبيعة الحال فان الجانب الروسي سيضع قضية التمويل في الواجهة حفاظا على ماء الوجه، ففي النهاية المال هو الحكم، ايران هي الزبون وروسيا هي البائع، وابلغ ما قيل في هذا المجال ما قاله رئيس وكالة الطاقة الذرية الروسية سيرغي كيريينكو أن روسيا لا تستيطع إكمال بناء محطة بوشهر الكهرذرية على حسابها، و"يجب أن يواصل الجانب الإيراني التمويل، فالمحطات الكهرذرية لا تبنى مجانا".

وبدات التعليقات الروسية حول الموضوع في الايام الاخيرة تاخذ منحا صريحا وغير مسبوقا، خاصة تعليق يفغينيا نيميروفيتس نائبة رئيس مؤسسة "آتوم ستروي إكسبورت" التي تنفذ المشروع أن "تصريح الجانب الإيراني أنه قام بتحويل مبالغ مالية إلى المؤسسة في 1 مارس (آذار) يبدو سخيفا"، فموسكو لم تستلم مبلغ الـ 7ر12 مليون دولار الذي تؤكد طهران على تحويله، اذ تتحجج طهران بعملية تحويل اموالها من الدولار الى اليورو انها هي وراء تاخير عملية التمويل، ويرى الجانب الروسي انها اي طهران لو تود فعلا حل القضية لاختارت طريقا اخر لعمليات التحويل.


وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها الجانب الروسي خلال عملية البناء خاصة وان العمل تم اكماله بعد ان اسسته شركة المانية تركت هي الاخرى بسبب الضغوط العالمية، فان المفاعل يعتبر فريدا من نوعه من الناحية الهندسية وجدير بالذكر حسب وكالة نوفوستي أن الصعوبات التي نشأت لدى بدء تنفيذ المشروع من الجانب الروسي في منتصف التسعينات من القرن الماضي كانت متوقعة، وتم تذليلها إذ أنجز المشروع بنسبة 95 % تقريبا،ولم يبق إلا الطور الختامي إلا أن المماطلة على الصعيد المالي تعيق الأمر، لكن كما يقال: "لا توجد أموال ـ لا يوجد عمل". فهيهات أن يوجد من يتجرأ على الاعتراض على هذه القاعدة الكلاسيكية في العلاقات بين المقاول والزبون!




وتركز روسيا على السبب الذي يدفع ايران على التركيز على الوقود بالذات؟ فان طلبية بوشهر قد نفذت منذ فترة طويلة وتنتظر الشحن في المستودعات الخاصة في مصنع نوفوسيبيرسك للمواد الكيماوية، فما معنى وصولها إلى مشروع بوشهر في إيران قبل أن يكون المفاعل جاهزا؟ علما أن الوقود النووي ليس "فستقا ولا لوزا" وان منطق السوق الشرقية ـ ادفع والبضاعة لك ـ لا يناسبه، فان الوقود النووي هو عبارة عن تركيبات تكنولوجية معقدة تحتاج إلى خزن ومعاملة خاصة حتى شحنها في المفاعل.

وتميل طهران إلى تسييس القضية وقد أعلن نائب رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية محمد سعيدي بشكل قاطع أن "المشاكل المتعلقة بمشروع محطة بوشهر تحمل طابعا ماليا وفنيا في الوقت الحاضر ولكن إذا لم تجهز روسيا الوقود النووي في مارس من هذه السنة فهذا سيعني أن المشكلة تجاوزت هذه الأطر"، في حين يؤكد سيرغي كيريينكو أن "الجانب الروسي لم ينكث بتعهداته المتعلقة بتجهيز الوقود لمحطة بوشهر الكهرذرية إذ انه سيجهز قبل ستة أشهر من تشغيل المحطة". إلا أن مواعيد تشغيل المنشأة نفسها التي كانت مقررة في السابق في سبتمبر (أيلول) 2007 أغلب الظن ستؤجل والمذنب في ذلك حالات سوء الفهم المادية. وأكد رئيس الوكالة الروسية أن مؤسسته لا تطرح إي مطالب خاصة بصدد مشروع بوشهر: "إننا مجرد نسأل ـ متى سيستأنف التمويل؟".


وفي نفس الاطار يبدو ان كوريا الشمالية كانت اذكى من زميلتها النووية ايران فقد وافقت على إغلاق مفاعل يونجبيون لتخصيب اليورانيوم مقابل حصولها على مساعدات في مجال الطاقة، واصبحت الكرة حاليا في يد الولايات المتحدة الاميركية وروسيا والصين واليابان، لكن كبير المفاوضين للملف النووي في كوريا الشمالية قال إن بلاده لن توقف نشاطها النووي إذا لم يتم الإفراج بالكامل عن أرصدتها المالية المجمدة في أحد بنوك مكاو، وقال كيم جي جوان "لن نوقف مفاعل يونجبيون النووي إذا لم تستجب الولايات المتحدة لمطالبنا بالإفراج عن الأرصدة المجمدة بشكل كامل".

وفي المقابل اعلنت الولايات المتحدة إنها اتخذت بعض الخطوات من شأنها أن تؤدي إلى الإفراج عن الحسابات المصرفية الخاصة بكوريا الشمالية في أحد بنوك مكاو، وقد وضعت الخزانة الأمريكية مصرف بنكو ديلتا إيشا على القائمة السوداء منذ شهر سبتمبر/ أيلول عام 2005، مما أدى إلى تجميد حسابات لكوريا الشمالية بقيمة 25 مليون دولار، وقد كان الإفراج عن الحسابات المصرفية أحد الشروط الرئيسية التي وضعها كوريا الشمالية من أجل إغلاق منشآتها النووية، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت الخطوة الأمريكية كافية لإقناع بيونج يانج.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية

Powered By Blogger

المتابعون