مدونة تحتوي على بعض من المقالات المنشورة في الصحف الورقية والالكترونيةالعربية

الأربعاء، يناير 27، 2010

حصاد الاسبوع

الأحد 21 يونيو 2009


فادي عاكوم

سيطرت أخبار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ما عداها من أخبار هذا الاسبوع، والتي أتت بعد نتائج الانتخابات الرئاسية وإعلان فوز الرئيس أحمدي نجاد، فقد غطت المعارضة التابعة للمرشح الرئاسي الإصلاحي مير حسن موسوي شوارع طهران بالتظاهرات التي راح ضحيتا حسب ما أعلن رسميا 7 أشخاص وعدد غير معروف من الجرحى.
وقد توالت ردود الأفعال الدولية حول ما يجري خصوصا أوروبيا وأميركيا حيث انتقدت الدول الأوروبية انتهاكات حقوق الإنسان، وتدخل البيت الأبيض بشكل غير مباشر من خلال نبذ العنف مع الاشارة إلى تدخل الادارة الاميركية مع إدارة موقع تويتر لعدم إيقافه بسبب الصيانة، كون المعارضة الايرانية تستعمله للتواصل ونشر أخبارها.
كما كان لمرشد الثورة علي خامنئي مواقف عدة كان آخرها خلال خطبة الجمعة، حيث أعلن دعمه لنجاد والانتخابات ونتائجها، بالإضافة إلى تشديد على العلاقة المتينة والتاريخية التي تربطه برفسنجاني.
لبنانيا، بدأت عملية شد الحبال لتشكيل الحكومة حيث يطالب التيار العوني بالتمثيل النسبي والمردة بالثلث المعطل بينما لم يصدر موقف أكيد من جانب حزب الله إلى الان، واللافت كان اللقاء بين النائب وليد جنبلاط والسيد حسن نصرالله، حيث يندرج اللقاء في خانة التهدئة، قبيل جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيسا للمجلس تمهيدا للمشاورات النيابية لاختيار مجلس الوزراء القادم.
في باكستان، تستمر الحملة الحكومية ضد مسلحي طالبان خصوصا شمال وزيرستان، حيث انضم العديد من أبناء القبائل إلى الشرطة والجيش في الحملة العسكرية، وأصدر الصليب الأحمر الدولي تقريرا حول أوضاع المهجرين من منطقة سوات والذين لا يزالون للآن في مخيمات اللاجئين، ويمكن تلخيصه بعبارة : “ينقصهم كل شيء”. في افغانستان انطلقت الحملة الانتخابية الرئاسية على رغم المخاوف من هجمات مسلحي طالبان، مع أخبار عن دعم من الناتو قد يصل إلى 10 آلاف جندي للحفاظ على الأمن خلال العملية الانتخابية.
في النصف الآخر من الكرة الأرضية وتحديدا في الكوريتيين، يتصاعد التوتر بين كوريا الشمالية من جهة والمجتمع الدولي وجارتها الجنوبية من جهة أخرى، فآخر المعلومات أشارت إلى احتمال أن تطلق بيونغ يانغ صاروخا بعيد المدى باتجاه هاواي، ويترافق الخبر هذا مع الكثير من التهديدات العسكرية التي يطلقا الطرفان بشكل شبه يومي.
وبعيدا عن السياسة لا يزال العالم مشغولا بانتشار الانفلونزا الجديدة أو انفلونزا الخنازير حيث لامس عدد المصابين الـ40 ألفا و170 وفاة في 78 بلدا، واللافت هذا الأسبوع كان الكشف عن 60 حالة في البلدان العربية ومعظمها بل غالبيتا لأشخاص وفدوا من الدول المصابة، كما صدر في الأردن تقرير يفيد بأن مخيما للشبان أميركيين جال في المنطقة هو وراء انتشار المرض، وتسود الأوساط الدينية خصوصا في المملكة العربية ومصر حالة من الترقب إلى حجم انتشار المرض لتحديد موقف حول موسمي العمرة والحج المقبلين.
ويتوقع هذا الأسبوع أن يكون حاسما بالنسبة لتحركات المعارضة الإيرانية خصوصًا بعد موقف المرشد الأعلى الذي أقفل الباب أمام إعادة الانتخاب مع إعلانه الدعم القوي لنجاد وسخره من الذين يعتقدون تحويل إيران إلى جورجيا ثانية، إشارة منه إلى الدعم الغربي لما حصل، كما من المتوقع أن يستأنف الروس والأميركيون المحادثات النووية في جنيف وهي الثانية خلال شهر، وسنشهد هذا الأسبوع إعادة انتخاب نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي اللبناني على رغم من معارضة بعض أركان المعارضة لانتخابه.


المطلوب من أوباما

الأثنين 01 يونيو 2009


فادي عاكوم

يخطو الرئيس الاميركي باراك اوباما خطوات متلاحقة لمسك زمام الامور التي افلتت من سلفه بسبب الحرب على الارهاب والتي اطاحت بالعديد من الحلفاء وجعلتهم على قوائم الارهاب والارهابيين، ويبدو واضحا ان المشكلة اكبر من تقارب اوباما مع المسؤولين المسلمين والعرب، واكبر من خطاب يلقى من على منابر الازهر الشريف، فالقضية تتعلق بالشعوب العربية والمسلمة والشعب الاميركي.
فالشعب الاميركي وخصوصا الاجيال الشابة تعرف معادلة واحدة، وهي ان الارهاب هو الاسلام وان المسلمين جميعهم ارهابيين، وبالتالي لا يعرف الشارع المسلم – او بعضه على الاقل – الا ان جيش الولايات المتحدة مهمته القضاء على الاسلام والمسلمين، وهذه معضلة تحتاج الى الكثير من الوقت والجهد والثقة المتبادلة، خصوصا وان العالم اصبح اليوم قرية صغيرة بعد طفرات النقل والاتصالات.
ولا شك ان الموقف الاميركي من قضية المستوطنات كان وسيكون له مستقبلا تاثيره في الشارع المسلم الا انه بحاجة الى الحزم الاميركي المعهود في المواقف المشابهة، كما ان بعض التفاصيل المرافقة للتحركات الاميركية تحتاج الى التغيير الجذري، وعلى سبيل المثال لا الحصر الوحشية التي اظهرتها بعض صور التعذيب في السجون الاميركية بالعراق وما يتعرض له من اساليب التحقيق كل من تشوبه شبهة الارهاب، والحياة الميتة التي يحياها نزلاء غوانتانامو
بقي ان نشير الى ان عاملا واحدا له التاثير المباشر بكل ما سبق الا وهو الشعبة الشخصية لاوباما كونه من اصول افريقية واسمه الاوسط “ حسين “، فهذا الامر من شانه ان يفتح الباب امامه ويكون طريقه الى اذان الشعوب المسلمة التي تنتظر خطابه وافعاله القادمة، علما ان هذا الامر يؤرق بعض الدول وعلى راسهم الدولة العبرية التي تخشى الضغوط المتزايدة منه في عدة ملفات في هذه المرحلة بالذات، أي في مرحلة تحريك قطار العملية السلمية في منطقة الشرق الاوسط...

وللحديث تتمة ।



GM

الثلاثاء 02 يونيو 2009

فادي عاكوم

اخيرا وبعد طول انتظار بدأت شركة السيارات الاميركية العملاقة جنرال موتورز باجراءات الافلاس لتضيف على قائمة انجازاتها الافلاس الصناعي الاكبر في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية، وللمتمعن في القضية يرى ثلاث نقاط بارزة مثيرة، اولها ان الطريقة التي اعتمدتها الحكومة الفدرالية بالتعامل مع القضية تعتبر نوعا من الاحتيال على القانون، فبالمفهوم العام للافلاس ان الاصول تباع بشكل كلي او تعرض بالمزاد العلني، الا ان ما يحصل هو اعادة تدوير للمشكلة للخروج باقل الخسائر الممكنة من خلال شراء غالبية الحصص من قبل الدولة الاميركية والكندية وشركاء اخرين بغية ضخ الاموال على ان تعود الامور الى ما كانت عليه بعد الخروج من الازمة.
النقطة الثانية وهي اندثار الحلم الاميركي، فطالما كانت شركات السيارات الاميركية رمزا للعمال الحالمين بمنزل وسيارة وحياة رغيدة او ما يسمى “الحلم الاميركي”، وبعد الازمة الحالية اختفى عامل الامان واصبح العمل في قطاع السيارات كابوسا افقر عائلات باكملها وافرغ مناطق ومدن كثيرة.
اما النقطة الثالثة والاهم وهي اتجاه النظام الراسمالي الى الافكار الاشتراكية من خلال عملية الانقاذ للشركة والتي توصف بانها عملية تاميم وطنية بعدد وعود الدعم المالي من قبل الخزينة واموال دافعي الضرائب، كما ان غالبية الحصص ستكون للدولة والعمال (77% من اجمالي الاسهم )، وهو ما يؤشر على بداية عهد جديد في السياسة الاقتصادية العالمية سيكون القطب الابرز فيها الافكار الاشتراكية التي هاجمتها الراسمالية على مدى العقود الماضية.
ويعتبر المخرج الحالي للشركة – الرمز – وهما كانت الظروف والنتائج انتصارا لسياسة اوباما المالية التي روج لها خلال حملته الانتخابية خصوصا من جهة المحافظة على الهوية الاميركية للشركة بالاضافة الى التمسك بحقوق العمال، وهو ما اظهره بانه رجل ثقة سياسيا واقتصاديا، مع الاشارة الى تزامن اقفال ملف الشركة مع زيارته الشرق اوسطية وهذا ما سيعزز مباحثاته مع العاهل السعودي لزيادة الاستثمارات المشتركة لضخ وتحريك الاموال في كلا السوقين الاميركي والسعودي

وللحديث تتمة


إلى سمير في عيده الرابع

الأربعاء 03 يونيو 2009


فادي عاكوم

صادف أمس العيد الرابع للصحافي الشهيد سمير قصير، وأقول العيد وليس الذكرى لأن الصحافي يولد حين يسيل دمه ثمنا للحبر الذي سال على الكلمات، أربع سنوات وطيفه يجول بين وريقات وأقلام أصدقائه وكأنه لا يزال موجودًا بينهم، والكثيرون يتكلمون عنه وعن كتاباته وكأنه لا يزال حيا، أو أنه ذهب بإجازة طويلة وأطال المشوار.
وحين أتذكر يوم رحيله تستحضرني الذاكرة شهيدين آخرين، جبران التويني الذي سألني عن القلم والورقة اللذين وضعتهما على نعش سمير ودفنا معه فأجبته “حتى لا يحتار ويفتش عن سيفه وترسه”، والثاني جورج حاوي الذي لم يقل لي يومها سوى “لقد استشهد فخر الحرية والكلمة” وعيناه غارقتان بالدمع، والاثنان لم يكونا يعلمان أنهما على موعد قريب مع سمير.
سمير الفلسطيني – اللبناني – السوري - الفرنسي، مهندس الاستقلال وثورة الربيع و”القلم الوسيم”، حلم بلبنان الحر فكان له ما أراد، طلب الغالي وقدم الأغلى.
استطاع خلال الحياة القصيرة التي عاشها أن يؤسس لفكر عصري جديد مزج فيه روح السبعينات الثورية بانفتاح القرن الواحد والعشرين، ليوجد جيل من الشباب العصري في زمن غلب فيه التطرف واللاوعي، لكن للأسف لم يكن بقدرة أحد من زملائه أو تلاميذه إكمال القيادة فاختفت الأفكار وعادت الشعارات العمياء لتحل مكان المنطق والأسس والمبادئ.
ليس مهما من اغتاله أو من خطط ومن نفذ، المهم أن لبنان سائر على الدرب الذي استشهد الكثيرون من أجله، وهو درب الحرية والديمقراطية، فحتى السجالات الحاصلة حاليًّا بسبب الاستحقاق الانتخابي تعتبر نصرا بحد ذاتها، فالجميع يجاهر بأفكاره لكن بطريقته الخاصة، وهذا ما دأب سمير الكلام عنه وحاول تعليمه وتعميمه إلا أن حياته كانت أقصر من المشوار الطويل... وللحديث تتمة.
سمير قصير (1960 - 2005)، صحفي وأستاذ لبناني من أصل فلسطيني وأمه سورية، ويحمل الجنسية الفرنسية، كان أستاذاً للعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت ودرس في جامعة السوربون في باريس.
من الدعاة للديمقراطية، في 2 يونيو 2005 تم اغتياله عن طريق عبوة في سيارته، وما زالت هوية الفاعلين مجهولة، وهو متزوج من الإعلامية اللبنانية جيزيل خوري المذيعة في قناة العربية، وله ابنتان من زواج آخر.
له عدد من المؤلفات منها: تاريخ بيروت - تأملات في شقاء العرب- ديمقراطية لبنان من ديمقراطية سوريا.
- عسكر على مين.

“البارد” جدا

آخر تحديث : الخميس 04 يونيو 2009


فادي عاكوم

لفتني مقال لاحد الزملاء نشر في صحيفة شقيقة، تناول فيه قضية تأخير اعمار مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان اثر تدميره بفعل المعارك التي اندلعت بين مجموعات “فتح الاسلام” والجيش اللبناني، واكثر ما استفزني وضعه اللوم، بل كل اللوم على الدولة اللبنانية مصوراً العلاقات اللبنانية الفلسطينية بطريقة تسيئ للتاريخ والتضحيات التي قدمها لبنان للشعب الفلسطيني على مدى العقود الماضية.
تناسى الزميل ان الخطأ الاساسي ارتكبه اهل المخيم انفسهم بسماحهم للجماعات المسلحة بانشاء القواعد العسكرية بل لم يحركوا ساكنا تجاههم مع علمهم ان اهداف “فتح الاسلام” كانت ضد الدولة اللبنانية وكل متفرعاتها
ان ما غفل عنه الزميل الكريم هو ان المسؤول عن المخيم وبالدرجة الاولى الانروا والفصائل الفلسطينية ثم الدولة اللبنانية، وقد صور القضية وكأن الدولة اللبنانية هي الوصي الشرعي على اللاجئين، علما ان المخيمات في لبنان وعلى عكس الدول العربية لها كل الاستقلالية بل شبهها الكثيرون بالدويلات الفلسطينية التي لها الاكتفاء الذاتي سياسيا وامنيا وحتى اقتصاديا، وليس كما قال: “ يعيشون المعاناة منذ أكثر من 60 عاماً، وكأنهم مخلوقات قادمة من الفضاء الخارجي أو بذر شيطاني نبت في أرض بور”، بل غفل عن حقبة من حقبات التاريخ اللبناني كانت المنظمات الفلسطينية هي الحاكم الفعلي لمعظم الاراضي اللبنانية.
وتناسى كاتب المقال ان عرقلة الاعمار الاولى اتت من ابناء المخيم انفسهم برفضهم وجود قاعدة بحرية للجيش اللبناني لمراقبة الشاطئ ووقف عمليات تهريب الاسلحة والمخدرات التي كانت تتم في المرحلة الماضية.
اما بالنسبة الى سرعة ما هدمه العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 وتأخير إعمار البارد، أريد أن أذكره فقط بأن مئات بل آلاف العائلات اللبنانية هجرت على مدى سنوات الحرب المتتالية ولاتزال إلى الآن خارج مدنها وقراها على رغم الهدوء الامني الحالي.
ويبدو ان زميلنا الكريم لم يتابع آخر تطورات إعمار البارد حيث تم في الفترة الماضية اقرار المخطط التوجيهي واقرار الاستملاك وتم اجازة اعادة الاعمار، وقد عبرت القيادات الرسمية الفلسطينية عن الارتياح الكبير لصدور القرارات، خصوصا وان الاجراءات الادارية تابعتها ووافقت عليها القنوات السياسية الرسمية الفلسطينية بممثليها الشرعيين في لبنان.
أخيرا لا بد من القول أن فلسطيني لبنان لبنانيون اكثر من اللبنانيين، واللبنانيون فلسطينيون اكثر من الفلسطينيين، ومخيم نهر البارد “بارد” جداً...

وللحديث تتمة


دروس إيرانية

14 يونيو 2009


فادي عاكوم

بغض النظر عن نتيجة الانتخابانت الايرانية التي صبت لمصلحة الرئيس الايراني القديم – الجديد احمدي نجاد فان احداث كثيرة لافتة جرت خلال وبعد الحملة الانتخابية وكان بطلها الشعب الايراني نفسه، فالحملة كانت غير مسبوقة ليس بتاريخ الجمهورية الاسلامية بل في التاريخ الايراني ككل، وان دلت هذه الانتخابات على شيء فإنها دلت على الالتزام الذي يعيشه الشعب بكافة اطيافه وعروقه، فعندما افتتحت الحملات الانتخابية شارك فيها بقوة لدرجة لم يخل شارع في ايران من المناكفات بين انصار المرشحين، وملأت الشعارات الشوارع لتعيش البلاد حالة فريدة، وعند انتهاء الحملة قبيل الاقتراع تم الالتزام الكامل بوقف الدعاية الانتخابية وانسحب المواطن الايراني لينتخب ويراقب النتيجة دون اي مظهر من المظاهر الاستفزازية او العدائية، الا ان النتائج التي أتت بعكس ما يشتهيه البعض دفعت انصار الموسوي الى النزول الى الشارع، ومع حسبان ما جرى من اعمال شغب ونسبة المشاركة يمكن تصنيف ما جرى بالتوتر المحدود، والامر الاكثر اهمية هي نسبة المشاركة التي فاقت الـ 80 %، مما يدل على وجود حالة من الوعي الديمقراطي النسبي – رغم ان النتيجة لن تغير الاسس السياسية التي تنتهجها الجمهورية الاسلامية.
اما الامر الاهم والذي اسقطه الشعب الايراني هو اسقاط الرهانات القومية، فالمرشح مير حسين موسوي راهن على اصطفاف الاذريين الذين يشكلون ثلث عدد السكان تقريبا للوصول اقله إلى دورة الاعادة بحصوله على نصف نسبة الاصوات في الدورة الاولى، لتكون المنازلة بينه وبين نجاد في الدورة الثانية، وبينت النتائج ان ما حصل عليه من الاصوات اسقط رهاناته بشكل مدو.
اخيرا لا بد من القول ان رياح التغيير ستهب من دون شك على السياسة الايرانية حتى مع اعادة انتخاب الرئيس احمدي نجاد، وان كانت لن تعيد رسم العلاقات الايرانية – الاميركية – الاوروبية سريعا فاقله سيعاد النظر في الاطر الاساسية للعلاقات مع الدول الخليجية، لاعتبارات عدة سيكون الاقتصاد اللاعب الاكبر فيها...

وللحديث تتمة




نسمات دمشق الايرلندية



الأثنين 15 يونيو 2009


فادي عاكوم

تهب في هذه الفترة نسمات ايرلندية على العاصمة السورية دمشق حملها معه المبعوث الأميركي جورج ميتشل لتلطف صيف السياسة الحار الذي لم يفارق الأراضي الدمشقية لسنوات، فميتشل الأميركي – الايرلندي – اللبناني وبالإضافة إلى كونه عراب المصالحة الايرلندية - التي جرت بين البروتستانت والكاثوليك الذي استطاع إنهاء صراع امتد لعقود من خلال اتفاق الجمعة الحزينة عام 1998-، فانه من أوائل السياسيين الأميركيين الذين طالبوا إسرائيل بوقف الاستيطان من خلال التقرير الذي قدمه عام 2001 لبحث سبل وقف العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويبدو أن الإدارة الأميركية جادة تماما في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وهي تعي تماما أن الحل لا يمكن أن يكون مجتزءا كما انه لا بد من وجود سوريا في قلب المعادلة، وتوضحت الصورة حاليا وكشفت عن تقارب في وجهات النظر السورية الأميركية لإغلاق الملف مع بروز العقبة الإسرائيلية الأهم وهي وقف بناء المستوطنات.
سوريا عبر مقالة لرئيس تحرير صحيفة الثورة الحكومية أكدت تقارب وجهات النظر حول عملية السلام من خلال السلام الشامل والدور السوري المحوري والأساسي، وهي من المرات القليلة بل النادرة منذ خمس سنوات التي ترسل فيها سوريا إشارات ايجابية واضحة للإدارة الأميركية بعد سنوات الخصام مع إدارة بوش الابن.
وبهذا تكون الكرة قد انتقلت إلى الملعب الإسرائيلي حيث وجد نتنياهو نفسه في مأزق، فمن جهة يريد السير قدما بعملية السلام ارضاءً لإدارة اوباما، ومن جهة ثانية يواجه الأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة الداعية لعدم وقف الاستيطان باعتبارها حقا مشروعا للشعب الإسرائيلي، وعليه سنجد في الفترة القادمة الكثير من المراوغة والتسويف، وستجد إسرائيل نفسها أمام حالة ضغط أميركية ترويجية للسلام هدفها عزل السياسيين المتعصبين والمدعومين من الحاخامات لإقناع الشعب الإسرائيلي بضرورة حل الدولتين ووقف بناء المستوطنات وصولا إلى الحل الشامل...

وللحديث تتمة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية

Powered By Blogger

المتابعون